تعيش العملية التعليمية في مدينة عدن حالة من الشلل شبه التام نتيجة استمرار إغلاق المدارس الحكومية، على خلفية الإضراب المتواصل الذي ينفذه المعلمون احتجاجًا على تدهور أوضاعهم المعيشية وعدم صرف مستحقاتهم المالية، في مشهد ينذر بعواقب وخيمة تهدد مستقبل آلاف الطلاب مع اقتراب نهاية العام الدراسي.
ويأتي هذا الإغلاق امتدادًا لأزمة مزمنة تعيشها المؤسسات التعليمية في عدن منذ سنوات، غير أن الأزمة الحالية بلغت ذروتها وسط غياب أي حلول ملموسة من قبل الجهات المعنية، سواء في الحكومة أو السلطات المحلية.
طلاب خارج المدارس ومستقبل غامض
ويعاني طلاب التعليم الحكومي من ضياع متواصل للدروس والمقررات، في وقتٍ تواصل المدارس الخاصة نشاطها المعتاد، ما يزيد من فجوة التعليم بين فئات المجتمع، ويكرّس واقعًا تعليميًا غير عادل.
وقال المواطن نبيل عبده، ولي أمر أحد الطلاب: "أبناؤنا في البيوت منذ شهور، بينما الوقت يمضي دون تعليم، وهذا سيؤثر على مستقبلهم، خصوصًا طلاب الشهادات"، مضيفًا: "نحن مع المعلمين ومطالبهم المشروعة، لكن أين الحكومة؟ لماذا لا تتحرك؟".
مطالب المعلمين... وغياب الاستجابة
ويطالب المعلمون المضربون بتحسين الأجور، وصرف مستحقاتهم المتأخرة، وتثبيت العلاوات السنوية، مؤكدين أن أوضاعهم المعيشية لم تعد تحتمل، في ظل موجة الغلاء وغياب الدعم الحكومي.
ويقول أحد المعلمين المضربين – فضّل عدم ذكر اسمه – إن "استمرار التجاهل الحكومي دفعنا للاضطرار إلى الإضراب، نحن لا نريد سوى حقوقنا التي تمكننا من العيش بكرامة".
تحذيرات من انهيار العملية التعليمية
من جهتهم، حذر تربويون ومختصون في الشأن التعليمي من أن استمرار الأزمة دون حلول عاجلة قد يؤدي إلى انهيار شامل للعملية التعليمية في عدن، وإلى تسرب الطلاب من المدارس، وزيادة معدلات الأمية والبطالة في المستقبل.
دعوات لحلول عاجلة
وطالب أولياء الأمور والناشطون الجهات المختصة بسرعة التدخل ومعالجة الأزمة بشكل جذري، من خلال الاستجابة لمطالب المعلمين، وضمان استمرار العملية التعليمية بعيدًا عن التجاذبات السياسية والتقاعس الإداري.
ويستمر الانتظار والترقب في أوساط طلاب عدن، على أمل أن تُفتح أبواب مدارسهم من جديد قبل أن يُقفل العام الدراسي على جيل ضائع.