مليشيا الحوثي لم تجد وسيلة لمواجهة الحملة العسكرية الأمريكية المتواصلة سوى اللجوء إلى " مدري " ودعوة المواطن لاعتمادها والاعتماد عليها في التعامل مع القصف !.
وكأن شيئا لا يحدث يوميا .. لا تريد من أحد التحدث عن الخسائر التي تحصد عتاد وعديد الميليشيا ولا تريد من أحد التأسف على الأضرار الحاصلة إلا إذا كانت الغارة وقعت على مدنيين أو ممتلكات لهم بنسبة 100 في المائة.
الوضع الحالي لا يختلف عن سياسة الميليشيا عند اجتياح كورونا البلاد في العام 2020م حيث أعلنت تسجيل ثلاث إصابات ووفاة واحدة ثم أنكرت وجود الوباء رغم سقوط المئات يوميا بلا علاج وبلا كمامات وكما مات من مات وعاش من عاش !
اتخذ المواطن من حملة " مدري الحوثية " تقليعة للتندر من الحال المزري الذي يعيشه في ظل سيطرة الميليشيا .
يزعم الحوثي أن تفعيل " مدري " أمر مهم ويأتي انطلاقا من الواجب الديني والوطني .. لكنها في الواقع أكبر حملة لنشر مرض البلادة والتبلد في أوساط الناس .
في الشارع تسأله : كيف الحال؟ " مدري " . صباح الخير.. " مدري ". كم الساعة ؟ " مدري " . بكم كيس الدقيق ؟ مدري !.
وفي المنزل تسأله الزوجة : معك حق مصروف للغداء ؟ " مدري " . والحل ؟ " هاه وهاه "!.
ما يثير السخرية فعلا إيمان قيادات وأفراد الميليشيا أن " مدري " هي التي ستنقذهم وتنقذ اليمن - في أماكن نفوذهم - وتنصرهم على" الأعداء" أيا كانوا بل وتجعل أمريكا تموت كمدا وغيظا !.
يزعم الحوثي أن " مدري " كفيلة بافشال مخططات أمريكا خاصة عند تقييم نتائج غاراتها وبنك أهدافها .
المؤكد إلى الآن أنها لم تستطع قلب الحقائق والتغطية على جرائم المليشيا وكوارث العبث والاستهتار بحياة الخلق .
من قصف السوق الشعبي لحي فروة بالعاصمة ؟ " مدري " . يعلم السكان أن الصاروخ لم تطلقه الطائرة وجاء من مكان آخر .. و" مدري " !.
من استهدف مقبرة ماجل الدمة بالعاصمة ؟ " مدري " . طيب الحمد لله على سلامة الأموات.. من يطمنا ؟ " مدري " !.
ينصح الحوثي أبناء القبائل " لا أنت تدري ما به لزوم الكل يدري.. ولا أحد سأل جاوب بمدري !
بكل حال لا يمكن لسيد الكهف أو غيره منع المواطنين من استيعاب واقع ما يحدث على أرضهم منذ منتصف مارس الماضي حيث تتلقى الميليشيا ضربات موجعة وتتكبد خسائر فادحة.
كما لا يمكن لأحد منع اليمني من التفكير في واقع الحال والمآل والتوصل إلى نتيجة أن استمرار استهداف ميليشيا الحوثي عسكريا واقتصاديا بهذا الشكل يحجز لها موعدا مع الانهيار التام خلال الأشهر المقبلة .
ومن سخرية دعوات الانفصال عن الواقع ب" مدري " في المناطق الشمالية شهدت مناطق الجنوب حملة " المفتاح ضايع " دشنها أخيرا مطار عدن الدولي من بوابة صالة المغادرة !.