مرَّ شهر ونصف على القصف الجوي الأمريكي على معاقل ميليشيا الحوثي، فيما لم نرَ أي دور حقيقي من قيادة الشرعية باعتبارها السلطة المعترف بها دوليًا .
فجماعة الحوثي وضعت اليمن ومستقبلها وبنيتها التحتية أمام دمار شامل دمّر ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى ومحطة الكهرباء والمطار، وهو ما يضع البلاد أمام وضع مأساوي يحتم على الشرعية وجيشها أن تحسم الموقف والمسارعة لإنقاذ ما تبقى من البُنى التحتية للبلاد، مستفيدة من الضربات التي تستهدف ترسانة الحوثي من الأسلحة.
وقوف الشرعية بموقف رمادي يجعل المراقب للأحداث يتساءل عن أبعاد الصمت والاكتفاء بالمراقبة وكأنها غير معنية بالحرب، وهل هذا الصمت هو نتيجة غياب القدرة على الحسم العسكري أو بسبب مخاوف المحيط الإقليمي لليمن على مصالحه لتجنيب بلادهم من قصف الحوثي .
إن عدم الإسراع في استغلال الفرصة وتضييعها يضع الشرعية في وضع أصعب بكثير إذا لم تقدم نفسها كطرف أساسي ومعني باستعادة مؤسسات الدولة ومنع المليشيات من وضع مستقبل اليمن وبنيتها التحتية في خطر التدمير.
وعلى الشرعية أن تعلم أن أي تفاهمات إيرانية مع ترامب هي بمثابة وضع آخر مسمار في نعش مستقبلها السياسي .
على الشرعية وضع خطط عسكرية وتبني منهاج سياسي موحد، والاستفادة من زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة العربية منتصف مايو المقبل باعتبارها صاحبة السيادة الوطنية وهي وحدها من تحدد الدور الذي يتم لعبه و أي قرارات تتخذ لمواجهة الحوثيين.