محلي

يحاولون قتل صالح دون جدوى

وسام عبدالقوي

|
قبل 6 ساعة و 20 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أعتقد.. لا بل أجزم أن اليمن سيحتاج لزمن طويل جداً حتى يوجد أو يولد فيه رجل بأثر وفاعلية وزعامة الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله.. هذا إذا افترضنا إمكانية حدوث ذلك على أي مدى زمني كان..!! ولو حاولنا التفتيش في جيوب الزمن فسيتأكد لنا أنه لم يسبق لتاريخ اليمن القديم والحديث أن دون سيرة شخصية بمواصفات هذا الرجل، الذي استطاع، خلال فترة حكمه لليمن، أن يجمع النقائض ويؤلف بين الماء والنار كما يقال..!! ليحقق ما لم يستطع تحقيقه أحد من قبله، ويبدو أننا نحتاج إلى معجزة لنجد من يستطيع ذلك من بعده..!!

الرئيس.. الزعيم.. البطل.. الشهيد.. صفات تكاد تتجرد من حالة الوصفية، وتتحول إلى أسماء لصيقة بالدلالة على هذا الرجل، الذي استثمر كل شيء في حياته لأجل اليمن، ثم ختم ذلك بمنح حياته دفاعاً عما حققه للوطن من منجزات، ليس أولها البناء والتطوير والبنى التحتية وترسيخ النظام الجمهوري، ولا آخرها تعليم الأجيال كيفيات عشق الوطن والولاء له وافتدائه بالروح إن لزم الأمر.. وقد كان هذا آخر عطاء له، جسده وهو يواجه، ببندقيته وحيدا أو برفقة بضعة من الأوفياء، كهنوت عصابة الحوثيين الباغية، بعد أن حذر بشجاعة وفراسة من كهنوتها البغيض..

وكما هي طبيعة الأمر فإن شخصية وطنية وسياسية بهذه الصفات وهذه الكاريزما وهذه الإنجازات، لا بد أن يكون لها خصوم كثر.. خصوم يرتبطون إما بعهد ظلامي سحيق كان للزعيم دور كبير في دفنه وتجاوزه، كما هو الحال بجماعة الحوثي الانقلابية، أو  خصومة على حقد وحسد أو تنافس سياسي حزبي، تجاوز حده بشكل غير منطقي، ليغدو بصورة قاتمة، ويزاول بشراسة تتناقض أحيانا مع كل ما هو منطقي وأخلاقي..!! وهؤلاء وأولئك هم قلة لو دققنا في الأمر، مقارنة مع فئات الشعب التي ترى في الرئيس صالح بانياً عظيما لمجد اليمن وشخصية تاريخية لا يمكن أن تتكرر في صفحات الزمن..!!

هؤلاء وأولئك القلة القليلة الذين حاولوا ولا يزالون يحاولون قتل الزعيم صالح، سرعان ما يجدون أنفسهم لا يلوون على شيء أبلغ من الخسران والفشل.. فسيرة ومسيرة صالح، التي اعتقدوا يوما ما أنهم تخلصوا منها، بالخلاص الغادر من جسده، لا تزال وستظل تطاردهم، وتعمق فشلهم في مهمة الخلاص منه، لأنها سيرة ناصعة، ومسيرة مزدحمة بالإنجاز والتعمق في نفوس وذاكرات كل اليمنيين.. وستظل كذلك طويلا جدا إن لم يكن للأبد، لأن التاريخ، مهما كان كفيلا بالتغيير والمفاجآت، سيظل عاجزاً عن أن يشغل الذاكرة بمن هو أكثر يمنية ووطنية وزعامة من علي عبدالله صالح..

هم من جهتهم ونحن كشعب من جهتنا مجتمعين معهم، من المستحيل أن تنشغل ذاكراتنا عن مسيرة هذا القائد، الذي عاش كل لحظة من حياته وهو يضع بصمته في تفاصيل حياتنا، عبر كل إنجاز أنجزه أو تصرف قام به في مسيرة الوطن، ثم بخاتمة مشواره بذلك الموقف البطولي النادر.. لم يشأ الاندحار والانهزام لظروف مرحلته، كما فعل غيره من الزعماء المتساقطين، جراء عاصفة الربيع العبري، التي اجتاحت المنطقة.. بل بقي واقفا يتحدى صروف الزمن وعواصف الأحداث، مدركا كل الإدراك أن ذلك هو ما يليق بقائد معطاء وشجاع مثله..

نعم ذلك هو الزعيم الشهيد صالح.. لا يزال وسيظل حيا بيننا وشاهدا علينا.. لأن تفاصيل حياتنا كاملة مملوءة بحضوره ومطرزة بآثاره، التي تبدو وكأنها آثار حضارة عميقة وعريقة لا يمكن طمسها أو نسيانها.. بل وصعبة المنال على كل من أراد تناسيها.. سواء أكان محبا ودوداً أو خصما عنيداً..!! وهذا ما تؤكده الأحداث والمتواليات منذ تلويحته الأخيرة وهو يقاوم أدوات التخريب والإرهاب والانقلاب، حين وقف كآخر قلعة مقاومة في وجهها، والتي اعتقدت بأن بضعة رصاصات في جسده ستنهي تاريخ حضوره ومنجزه ومقاومته لصلفها وإرهابها، لتكتشف تالياً أنه في كل حين يبرز في الذاكرة الجمعية، ليتعامل شعب كبير مع ذكراه وكأنها مخلص قادم لا محالة، معتبراً إياه مسيحاً سيبعث يوما ما، ليخلص اليمن مما شابها من غبار الكهنوت والانقلاب..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية