محلي

لماذا تُركنا هكذا في العراء..؟!

وسام عبدالقوي

|
قبل 4 ساعة و 42 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا يخطر في بال الواقع اليوم شك في أنه لا يوجد مواطن يمني واحد في الوقت الحالي وفيما سبق، لا يتساءل عن المصير الذي سيصل إليه اليمن، أو لا يستغرب وتراوده الشكوك والمخاوف المظلمة من ناحية تجاه ذلك المصير وكيفيته أو كيفياته، ومن جهة أخرى وأسبق تجاه الكيفية القائمة الآن ومنذ ثلاث سنوات تقريباً..!! خصوصاً مع قيام أو فرض هذا الموات المريب تجاه الأحداث عموماً، وتجاه الانقلاب الحوثي تحديداً.. والمتمثل في هدنة غير مسماة وغير مشهودة أو محدودة أو لها هيكل واضح.. هدنة منعدمة التفاصيل، مفتوحة الآفاق، لا يعرف اليمنيون حتى ماهيتها !!

هذه الهدنة في حقيقتها، تكاد الجدوى منها أن تكون منعدمة لدى جميع الأطراف في هذه الأزمة، بما في ذلك الشعب اليمني، هذا إذا اعترفنا بكون الشعب طرفاً، فهو الأكثر تأثراً بمتعلقات وأحوال ومجريات هذه الأزمة.. لا أحد على الإطلاق من المعنيين بأزمة الانقلاب حقق أو يحقق فائدة أو عائداً من هذه الهدنة، التي من الممكن وصفها بالمشبوهة، عدا طرف واحد هو طرف الانقلابيين، فثلاث سنوات من غض الاهتمام وعدم المضايقة وإيقاف حرب استرداد الشرعية، مثلت وتمثل مسرحاً واسعا للمليشيا الانقلابية، لتوطد انقلابها وتعزز تشبثها به، بطريقة مثالية لم يحظ ولن يحظى بمثلها في التقدير الاعتيادي انقلاب آخر على أرض الواقع..!!

وبدلاً من أن يوضع حد لهذا الانقلاب، ويعاقب من يقف وراءه، نجد بأنه انقلاب يحظى بدلال مفتوح السقوف والحدود..!! وأيا كان من يقف وراء هذا الحال، فإنه لا يراعي ما يعانيه اليمنيون جراء هذا الانقلاب، وما يعيشه اليمن الكسير والمخذول من شتات وتدمير بنى تحتية، ليس في المؤسسات والمكتسبات العينية والمادية وحسب، وإنما في بناه الاجتماعية والحضارية، التي تعيش وضعاً أكثر من خطر، وذلك بكونها تتداعى من يوم لآخر أمام أعين الجميع، وبما يخدم توجه الانقلاب ومن يقف وراءه للأسف الشديد..!!

إننا اليوم كيمنيين نشعر وكأن لا حاجة لحواسنا ولا داعي لتفعيل عقولنا وإدراكنا، لأننا حين نفعل ذلك، نجد أنفسنا نتهاوى ونتناقص من كل أطرافنا وجهاتنا، مقهورين ومغلوبين ومنعدمي الإرادة والفاعلية..!! وكل ذلك نتيجة للخذلان الذي منينا ونمنى به، من قبل أطراف نقف في ظهرها فتكسر ظهورنا في كل فرصة تهيأ لها، وكأننا كشعب نحن العدو والطرف الأخطر على اليمن، أو كأننا من مارس الانقلاب..!! بينما يحظى من مارسوا ويمارسون هذا الانقلاب ومن يقفون وراءه بكل هذا التهاون والدلال غير المستحق..!!

نعم لقد تركنا من يديرون هذه الأزمة في العراء، وجعلونا ملزمين بألا نشعر بضرورة وجودنا، وإن كان لا بد من ذلك، فأن نشعر بأن خيارنا الأفضل هو تعطيل حواسنا، لنستمر مزيدا من الوجع والتيه في الحياة، وأن نتوقف تماماً عن التساؤل والمساءلة، التي من حقنا أن نجريها في وجه الجميع...!! لقد هيأوا أو تسببوا، ربما بتخطيط أو بدون تخطيط، في تهيئة وضع كارثي، لم نعد فيه قادرين على التساؤل، فما بالنا بالمساءلة والرفض، حتى في وجه الانقلاب نفسه، الذي أصبح يتعامل معنا وكأننا منحة أو هدية مجانية يمكنه استخدامها كواجهة وحامية له، غير متناس أبداً إمكانيات وفرص احتلابنا والتضحية بنا وبحاضرنا الذي يحتضر ومستقبلنا الذي لا يبدو أنه سيستقبلنا..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية