عربي ودولي

أشلاء وصراخ ورعب.. كيف يبدو المشهد في مدينة غزة؟

وكالات

|
قبل 2 ساعة و 39 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في السماء، أصوات طائرات مسيّرة لا تتوقّف، وعلى الأرض، ينتشل بعض الشبّان والرجال جثمانا من تحت الركام برفق، بعد ساعات من اشتداد القصف على مدينة غزة وبالتزامن مع إعلان إسرائيل توسيع عملياتها البرّية للسيطرة عليها. 

لم يتبقَ من مبنى سكني في شمال المدينة سوى أكوام ضخمة من الركام بعد أن استُهدف بقصف ليلي، حسب ما رصدته وكالة فرنس برس.

وقال أبو عبد زقّوت، مشيرا إلى أن عائلة عمه أبو كمال زقّوت كانت متواجدة في المبنى: "كان هناك نحو 50 شخصا في الداخل، بينهم نساء وأطفال. لا أعرف لماذا قصفوه. لماذا يقتلون أطفالا نائمين بسلام هكذا، ويمزّقون أجسادهم".

وكان المسعفون يتنقّلون بين تلال من الخرسانة والحديد والركام في كل مكان، بينما تحاول عائلة تحميل بعض الأمتعة في سيارة قريبة على طريق شبه غير صالح للاستخدام جراء تكدّس الأنقاض.

وقال محمد البردويل: "أثناء الليل، قصفوا مربعا سكنيا كاملا... جميع الضحايا من الأطفال وكبار السن والنساء، وهم جميعا تحت الردم".

وذكر البردويل أنه تمّ إخراج عشر ضحايا من تحت الأنقاض، فيما يبقى كثيرون تحتها.

وأفادت مصادر محلية بتسجيل 106 قتلى في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، بينهم 91 في مدينة غزة.

وتحول صعوبة الوصول إلى العديد من المناطق في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدم السماح لصحفيين أجانب بدخوله، دون التمكّن من التحقّق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني أو الجيش الإسرائيلي.

وأعلنت إسرائيل الثلاثاء أنها بدأت المرحلة "الأساسية" في هجومها على مدينة غزة، وقالت إن قواتها وسّعت عملياتها البرية وتتقدّم نحو وسط المدينة.

بالتزامن مع ذلك، دان ملك إسبانيا فيليبي السادس خلال زيارة إلى مصر، الثلاثاء، "المعاناة التي تفوق الوصف لمئات آلاف الأبرياء" في غزة و"الأزمة الإنسانية التي لا تحتمل".

وقال الملك فيليبي السادس في خطاب بثه التلفزيون الإسباني العام: "تحولت الحلقة الأخيرة من هذا النزاع (...) إلى أزمة إنسانية لا تحتمل ومعاناة تفوق الوصف لمئات آلاف الأبرياء ودمار كامل لقطاع غزة".

واتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة الثلاثاء إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023. وهي المرة الأولى التي تخلص فيها لجنة كهذه إلى مثل هذا الاتهام.

وقدّرت الأمم المتحدة مؤخرا أن نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها. وتطلب إسرائيل منذ أسابيع من سكان غزة إخلاءها، والتوجّه جنوبا.

وقدّر مسؤول عسكري إسرائيلي الثلاثاء أن أكثر من 350 ألف شخص نزحوا من المدينة قبل بدء العملية الليلة الماضية التي لقيت تنديدا من دول عدة. وطالب مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بوقف "المذبحة" في غزة.

وقال إبراهيم البشيتي (35 عاما)، وهو من سكان حي الصبرة بمدينة غزة، لوكالة فرانس برس، إن الوضع "كارثي بالفعل".

وأضاف: "صوت الطائرات لا يتوقف، طائرات صغيرة مسيّرة وطائرات حربية تحوم في السماء باستمرار. نحن خائفون للغاية، وكثير من الناس من حولنا نزحوا بالفعل. لا نعرف ماذا سيحدث لنا".

وأوضح البشيتي أن القصف الليلي العنيف كان قريبا جدا من منزله لدرجة أن ضغط الانفجار حطّم نوافذه وخلع الأبواب من مكانها.

وقال: "سمعنا أصوات صراخ تحت الركام.. هذا المشهد المتكرّر يرعبنا ويخيفنا ويؤكد لنا أنه لا توجد إنسانية في هذا العالم".

في حي الشيخ رضوان في شمال المدينة، قالت ميساء أبو جامع (38 عاما) إن إطلاق النار من الآليات العسكرية، والطائرات المسيّرة، والمدافع لا يتوقف.

وأضافت أن انفجارا هائلا وقع ليلا أيقظ عائلتها من النوم، مشيرة إلى أن "أطفالي كانوا مرعوبين، يصرخون ويبكون خوفا".

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية